الأربعاء، 20 فبراير 2013

شيريهان بعد 10 سنوات خرجت من "عزلتها المرضية" موضوع مجلة الشبكه


       عشر سنوات عاشتها الفنانة الاستعراضية شيريهان في منزلها بعيداً عن الأضواء وعن الحياة العامة، ولم تخرج منه طوال هذه الفترة إلا للضرورة القصوى. لكن قبل عامين، كسرت هذه القاعدة، وخرجت من العزلة التي فرضتها على نفسها، وانتلقت الى شوارع القاهرة، ومنها إلى ميدان التحرير لتعلن تضامنها ومشاركتها مع الثوار الذين خرجوا في حالة غضب من النظام وإطاحته، فكانت الجندي المخلص للثورة المصرية تستظل بعلم مصر وتحتضنه وتصرخ وتهتف "عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة انسانية". وعلى الرغم من مغادرة الثائرين ميدان التحرير بعد نجاح الثورة وإطاحة النظام السابق، فإنها حتى هذه اللحظة ما زالت تتردد وترفع الشعار نفسه. وفي ميدان التحرير التف الجميع حولها من صحافيين ومصورين وثائرين، وكانت الأسئلة كلها تركز على الثورة والفن والوطن في حوار معها بدون

ميعاد، فماذا قالت؟ كان من الضروري في البداية أن نسألها عن حالتها الصحية، فكان جوابها بصدر رحب:

- الحمد لله أنا بخير وراضية ومؤمنة بما أعطاني الله. ما زلت أتابع حالتي الصحية خارج مصر كل ستة اشهر، والحمد لله. ثم صمتت قليلاً وأضافت: لا أخاف من المستقبل، ولا أحزن على الماضي، فالدنيا بالنسبة إلي دار ممر وليست دار مقر. اعطاني الله الكثير، وثروتي في الحياة وجاهي وما أملك هو حب الناس، وكل ما أتمناه أن لا تزول هذه الثروة.
ثم تطرقت في حديثها إلى الوضع السيّئ الذي تمرّ به البلاد، مؤكدة أن الشارع المصري سيظلّ في حالة انقسام دائم، ما دامت الدولة بمؤسساتها تفتقد لغة الحوار، وما دام بيننا انهيار في التوافق مثل الذي حدث في الاستفتاء على الدستور. ربما تحدث بسببها عواقب قد تتجاوز قضية الدستور وتؤثر في قدرة البلد على التعامل مع مشاكل أخرى وتحديات مقبلة.
وعن الحل من وجهة نظرها، قالت: يجب أن يكون هنالك مجال واضح لمشاركة باقي الأحزاب والقوى السياسية وكل الآراء في المجتمع، لأنّ ثمة أموراً مثل غياب السيادة المصرية في سيناء، وانهيار الاقتصاد والوحدة الوطنية، لا يُحتمَل فيها الخطأ والتجربة أو الاستمرار في مسار الاستقطاب الذي يدفع البلد إلى حافة الهاوية؛ وعلينا الاعتراف بأن هنالك الكثير من الانقسامات في الشارع المصري، وهنالك أيضاً فئة ولو قليلة تؤيد الرئيس السابق. واليوم، وبعد أن شاهدوا سيطرة جماعة "الإخوان المسلمين" على الدولة، أصبحنا ننظر إلى الثورة نظرة لوم، لكنني على ثقة أن مصر سوف تتعافى وتتخطى جميع أزماتها. وعلى الرغم من المأسي علينا أن نفرح ولو قليلاً، ونعتبر أن بعض الانقسامات بدأ يتلاشى بتحالف بعض قوى المعارضة وتوحّدها في خوض الانتخابات البرلمانية.
وعن القضية التي تواصل النضال من أجلها قالت: قضيتي الوحيدة هي المواطن البسيط فقط. أتمنّى أن يعيش حياة كريمة ويتعلّم ويتعالج وينال حقه كاملاً، فالثورة قامت من أجله. عندما تحدّثت مع النظام السابق في مطالب وأهداف واضحة المعالم ومحددة وبسيطة، ولكنّ عناد مبارك وغرور مَن حوله جعلوا هذه المطالب تتحوّل إلى ثورة.
وعن استمرارها في التظاهر بعد عامين من الثورة وابتعادها عن الفن، قالت: خروجي من بداية الثورة وحتى آخر يوم في عمري سيستمر حتى تحقيق المطالب ومعاقبة قتلة الشهداء الذين سقطوا منذ بداية الثورة وحتى اليوم. أما الفن فهو في دمي، ولم ابتعد عنه، وقد عدت اليه أخيراً بمسلسل جديد يكتبه حالياً محمد الحفناوي بعنوان موقت هو "دموع السندريلا".
وعن شروطها للعودة قالت: لم يكن لدي أي شروط للعودة، ولكنني أبلغت إلى الشركة المنتجة أسلوبي وطريقة عملي وراحتي في كيفية إدارة العمل الفني، ولا أتنازل تحت أي ضغط أو ظرف عن أن تخرج كل عناصر العمل بصورة لائقة، لأن أصغر عنصر لا يقل أهمية عن النجم، وراحتهم جميعاً من راحتي. وعندما وجدت فكرة العمل التي تليق بعودتي فنياً وتجعلني أحترم عقل المتلقي ولا تسرق وقته وفكره، كان قرار العودة سهلاً. وهو عمل اجتماعي بسيط يتكلم بصوت المواطن ولسانه وقلبه وعقله وحاله بصدق.
وعن المشاركين معها في المسلسل قالت: أضع سياجاً حديدياً حول المؤلف محمد الحفناوي والشركة المنتجة واسم المخرج، وأرى أن الوقت الحالي صعب التحدث فيه عن أي تفاصيل. ليس عندي أكثر مما قلت.
وعن تقييمها حركة الدراما المصرية وما شاهدته في رمضان الماضي، قالت: الدراما المصرية تنحصر وتتكثف في الموسم الرمضاني فقط، وهذه كارثة كبيرة من جميع النواحي ومليئة بالسلبيات. ولا أوافق على ما يحدث ولو بشكل شخصي، وأرى أن ما يحدث يضرّ بالدارما المصرية والفنان. لذا، يجب إعادة النظر في الدراما لتُقدَّم على مدار العام وليس في 30 يوماً فقط. ولم أخرج مما تابعت في رمضان الماضي من أعمال إلا بإيجابية وحيدة هي المواهب الجديدة التي تبشّر بنجوم وممثلين ومبدعين جدد في طريقهم إلى إثراء الفن المصري. ومن هنا أعلن أن يدي ممدودة لجميع المواهب الجديدة، وكل في مجاله.
هذا يعني أنك سترفضين عرض مسلسلك فى رمضان؟
أرفض فقط أن أكون رقماً في عدد من الأعمال الدرامية التي تصنع لجذب الإعلانات. لكن إذا ضُبطت منظومة العرض الرمضاني، لن يكون لدي أي أزمة مع العرض الرمضاني.
وعن سر عدم تقديمها الإعلانات طوال حياتها الفنية؟
قالت: طوال عمري الفني لم أفعل هذا، ولم أكن هذا الفنان، ولو أردت لقدّمت الإعلان نفسه، ولا أتعب نفسي في صناعة مسلسل للإعلان.
أما في شأن متابعتها الحركة السينمائية، فقالت: أتابع الحركة السينمائية، ولكن بالمصادفة عندما أشاهد الأعمال السينمائية من خلال الفضائيات. فقد شاهدت أعمال أحمد حلمي وخالد صالح وخالد الصاوي وأحمد عز وأحمد السقا ودنيا سمير غانم ونور وهند صبري ومنى زكي وبسمة وغيرهم، وأشهد أن جميع هؤلاء نجوم مبدعون، موهبتهم حقيقية لا وقتية، وخطواتهم رائعة وثابتة.
وماذا عن المسرح؟ قالت: عن أى مسرح تتحدث: المسرح عموماً أم المسرح المصري؟ لم يعد لدينا مسرح بمعنى كلمة مسرح اليوم، فقد أصيب بالإهمال، والقيّمون عليه تخلوا عنه وأهملوه منذ زمن بعيد، لكن ثمة خطوات فردية لشباب رائع موهوب وعاشق للمسرح، جميعهم يسعى ويجتهد بجهودهم الذاتية للحفاظ على آخر ما تبقّى من المسرح المصري.
أما بالنسبة إلى رؤيتها لدور الفن في الثورة، فقالت: هو مؤيد وداعم ومدافع عن ثورته وعن أهدافها، والتاريخ كفيل بالحكم على دور الفنان المصري وخروجه في الصفوف الأولى لثورة يناير. الفنان الأصيل مُجنَّد لخدمة وطنه وشعبه. الفنان مجند لدى الحقيقة الانسانية والكشف عن واقعها سواء بالقبح أو بالجمال، ويجب ألا ننسى أن المبدع المصري جعل المواطن يحلم بأهداف ثورته، ونادى واستبشر بقيام الثورة قبل اندلاعها بشكل فعلي.
وعن الهجوم الشرس الذي يتعرض له الفن والفنانون، قالت: تابعت هذه الحملة بحزن وصمت لأنّ المبدعين جزء أصيل من المجتمع المصرى، والهجوم بالنسبة إليّ كان منتظراً ولم أفاجأ به، ومواجهته يجب أن تكون بالإبداع لأننا لا نملك إلا سلاح الفن والإبداع، وهو سلاح لا يستهان به، وأصحاب هذه الهجمات يعرفون جيداً قيمة سلاح الفن والثقافة وقوته. وفي رأيي، إن أحداً لن يستطيع تشويه الفن أو إيذاءه بأي هجمات أو حروب، فلا دولة تنهض بدون فن، ومصر عرفت بالفن منذ النقش على الحجر. الفنان قوّة كبيرة ومؤثرة، وسواء اتفقنا أو اختلفنا معه، الفن يقدمه أشخاص لا يجوز لشخص أو جهة الاقتراب من عموم الفن. فالفن هو المعلومة والذاكرة والمرجع، وهو من سيسجل ويصوّر وينقل بأمانة إلى أحفادنا ما نعيشه اليوم.

إشاعة أم حقيقة؟

خرجت اقاويل تؤكد أن شيريهان قد اتفقت مع المخرجة فرح علامة، ابنة عم المطرب راغب علامة، على تصوير فيلم وثائقي يتناول قصة حياتها وخصوصاً فيما يتعلق ببعض الأسرار الخاصة بها، منها ما تردّد عن محاولة سوزان مبارك زوجة الرئيس السابق قتلها فى الحادثة الشهيرة التي تعرضت لها منذ سنوات طويلة. هذا الخبر انتشر فى الفترة الاخيرة على بعض المواقع الإلكترونية، ولم تتطرق شيريهان في حديثها إلى هذا الخبر، بل نفاه جمال أنور المتحدث الإعلامي باسمها، وقال إن الخبر لا أساس له من الصحة جملة وتفصيلاً، مؤكداً أن شيريهان لا تستعد حالياً لبطولة أي أفلام سواء أكانت وثائقية أم غيرها، مشيراً إلى أنّها مشغولة بمتابعة الأوضاع السياسية التي يشهدها الشارع المصري هذه الأيام، بالإضافة إلى مسلسلها الجديد "دموع السندريلا".

القاهرة ـ مكتب "الشبكة"

بطاقة هوية
شخصية وفنية

اسمها شيريهان أحمد عبد الفتاح الشلقاني. لها شقيقتان هويدا وجيهان. درست الحقوق في جامعة القاهرة. عرفت عالم الفن من خلال أخيها عازف الغيتار الشهير الراحل عمر خورشيد. كانت بدايتها في بيروت، وبالتحديد في عيد ميلاد شقيقها عمر. هناك رقصت شيريهان على أنغام غيتاره في حضور العندليب عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش، فأهداها كل منهما سلسالاً ذهبياً
وتوقعا لها النجومية. وأدت المصادفة دورها من خلال قربها من النجوم، فقد كانت ترافق شقيقها إلى بروفاته مع العمالقة، أمثال أم كلثوم والعندليب والأطرش. كما كان رشدي أباظة وسامية جمال يسكنان في البناية نفسها، فعشقت الفن واكتسبت الخبرة. ظهرت للمرة الأولى كطفلة في فيلم "قطة على نار" مع بوسي ونور الشريف. ثم نالت الجوائز عن فيلمها الأول "الخبز المر"، إلى أن لمعت في فوازير رمضان لعدة سنوات. كما قدمت عدة مسرحيات منها "سك على بناتك"، "علشان خاطر عيونك"، "شارع محمد علي". دللتها والدتها السيدة عواطف هاشم، وكانت تفعل لها كل شيء، حتى التعاقدات الفنية، فكانت وفاتها أكبر صدمة لشيريهان، لتجد نفسها وحيدة وسط فني لا يرحم. تزوجت مرّتين، أولاهما من رجل الأعمال المغربي علال الفاسي، ثم من رجل الأعمال الأردني علاء الخواجة زوج الفنانة إسعاد يونس. والطريف أنه استطاع أن يجمع بين الزوجتين. والأطرف أن شيريهان وإسعاد على علاقة طيبة جداً إلى درجة أن إسعاد تهتم بابنتي شيريهان في أثناء سفرها للعلاج. والخواجة هو والد ابنتيها لولوا ابنة الخمسة عشر ربيعاً، و طفلتها تاليا المولودة في بيروت.
أصيبت شيريهان بالمرض الخبيث في الفترة الأخيرة، واضطرت بسببه إلى الابتعاد عن الساحة الفنية والتواري عن الأنظار في قصر ابنتها لولوا بمنطقة المنصورية بالجيزة، لا تتركه إلا لرحلات العلاج في باريس، إلى أنّ حرّكتها ثورة يناير، وتفاعلت مع الشعب، وأصبح لها دور في الشارع السياسي، إلى حد توجيه التصريحات إلى الرئيس، آخرها "سامحنا يا دكتور فلن نترك مستقبل مصر للنوايا وتقلب القلوب".

هناك تعليقان (2):

Ami Shawki يقول...

i think that news is true 90

Ami Shawki يقول...

i think that news is true 9%

إرسال تعليق