من بين الملايين الذين خرجوا إلي ميادين مصر يوم الثلاثاء الماضي، ليعبروا
عن رفضهم لسلق الدستور، والدفاع عن حق كل مصري في العيش بحرية وكرامة في
بلاده، ظهر وجهها الذي عرفناه جيدا وأحببناها رغم الغياب، في الزحام ربما
لا تستطيع بسهولة أن تميز الأشخاص، ويحاول بعض المتسلقين أن يثيروا
الانتباه ويتدافعوا أمام الكاميرات لالتقاط صورهم، للادعاء بأنهم يناصرون
الثورة، ثم فجأه يتبخرون من المشهد وكأنهم جاؤوا لتسجيل موقف، وخلاص..
بينما تستمر هي تسير وسط الحشود في هدوء، دون أن تسعي للفت الانتباه إلي
وجودها، ولكن من يمكن أن يتوه عن شريهان (حبيبة القلوب)!
شريهان لم تحضر يوم الثلاثاء فقط، ولكنها حضرت الجمعة التي تلتها، كما حرصت علي التواجد من قبل في كل المسيرات والمظاهرات التي تؤيد الثورة! وكانت دائما تستقبل بالترحيب والاحترام من الجميع، بخلاف هؤلاء اللائي قام أهل الميدان بطردهن شر طردة، لأنهن لا ينتمين فقط إلي زمن فاسد قاموا بتأييده بغباء وانتهازية، ولكن لأنهن لم يكتفين بذلك بل قمن بمهاجمة الثوار والتشكيك في نواياهم أيضا.. لقد فرق الثوار الذين تقدر أعدادهم بالملايين بين الزائف والحقيقي! وكانت شريهان بين الأشياء الحقيقية الجميلة التي يمكن أن تلتقي بها في الميدان!
ربما في زحمة الأحداث تنسي أن تحتفل بعيد ميلادها، ولكن جمهورها وعشاقها من الصغار والكبار لا يمكن أن يغفلوا الاحتفاء بها في 6 ديسمير الذي يوافق يوم مولدها!
شريهان حكاية مثيرة.. فصولها مستمرة، يمكن أن تعطي الحكاية عنوانا مؤقتا هو الصبر والإيمان!!
التقيتها أول مرة كانت في بداية حياتها الفنية، وكنت في بدايه عهدي بكتابة السيناريو، وكنت قد قدمت لأفلام التليفزيون فيلما بعنوان المليونيرة الحافية، عن قصة قصيرة لمجدي الإبياري، وكان من المفروض أن يقوم المخرج الراحل فهمي عبدالحميد بإخراج الفيلم علي أن يلعب البطولة صلاح ذوالفقار هدي رمزي وكان البحث جاريا عن وجه جديد يشارك شيرهان بطولة الفيلم الذي تدور أحداثه حول فتاة جميلة ضمن عصابة لسرقة المجوهرات، تختفي من مطاردة الشرطة في منزل رجل فاضل يستقبلها باعتبارها ابنة شقيقه، ويحدث وجودها ارتباكا في حياة الأسرة، ولكنها تتأثر بهذا الجو العائلي، وتقرر أن تسلم للشرطة المجرهرات التي سرقتها وأخفتها في منزل الأسرة التي استضافتها، ولكن مشروع الفيلم لم يكتمل، نظرا لانشغال شريهان بعمل برنامج استعراضي من تأليف نبيل غلام يجمع بين الاستعراض والفقرات الفكاهية، لحساب إحدي شركات الإنتاج الخليجية، بينما ذهبت بطولة فيلم المليونيرة الحافية إلي الفنانة الراحلة هالة فؤاد!
أما اللقاء الثاني بيننا فكان أثناء تصويرها لفيلم >مدام شلاطة< للمخرج يحيي العلمي، كنت أقوم بزيارة صحفية لموقع التصوير، وجلست لبعض الوقت مع المخرج نتحدث عن موضوع الفيلم، وعن بطلته النجمة الشابة التي كانت حديثا للمدينة بعد نجاحها المبهر في عمل فوازير رمضان للمرة الأولي خلفا للفنانة الاستعراضية نيللي، وكان العلمي يفكر مع فريق العمل في مفاجأة شريهان بالاحتفال بعيد ميلادها في موقع الدستور، ثم فجأة وجدته يضحك وهو يقول: مش عارف اختار هدية لشريهان.. قعدت أفكر في حاجة ممكن تبهرها أو تفرحها وجدت أن أي حاجة حا تبقي بلامعني، فلديها مئات من زجاجات العطور غالية الثمن، والملابس الفاخرة، والمجوهرات والسيارات، الواحد ممكن يجيبلها إيه ؟؟ مش عارف.. ثم استطرد في الحديث قائلا بنغمه مختلفة: والله البنت دي صعبانة عليا قوي.. وأدهشني قوله.. وتساءلت.. شريهان صعبانة عليك؟؟ ليه بقي.. دي ما شاء الله جميلة وشابة ومشهورة وغنية وناجحة، يعني تقريبا عندها كل حاجة.. فقال مثل الحكماء: ماهو عشان عندها كل حاجة؟؟ واحدة زيها إيه اللي ممكن يفرح قلبها ؟؟ كل واحد فينا عنده حاجة ناقصاه في حياته وبيحاول يعوضها، أو بيسعي للحصول علي شيء ما، قد يكون النجاح أو الثروة أو الشهرة، لكن أن يحصل الإنسان علي كل شيء وهو لايزال في مقتبل حياته، لهو امتحان شديد القسوة!
وفعلا ظلت مقولة يحيي العلمي.. تطن في أذني بعد ذلك، وتذكرتها بقوة بعد أن تعرضت للحادث الشهير الذي أقعدها عن الحركة، وانتشرت شائعات أنها أصيبت بعجز تام، ولن تستطيع حتي أن تسير علي قدميها عدة أمتار! ساعتها قلت لنفسي أكيد أن أكثر ما يمكن أن يفرح قلب شريهان في هذه اللحظة أن تسترد قدرتها علي الحركة، أنها تستحق دعاء ملايين من أسعدتهم بفنونها، وطالت فترة العلاج وملأت الصحف أخبار العمليات الجراحية التي خضعت لها الواحدة بعد الأخري، وحدث أن قابلتها في مهرجان الإسكندرية وكانت ترتدي قميصا طبيا خاصا، ولكنها كانت تتحرك بشكل أقرب للطبيعي، ودار الحوار بيننا عن خطتها للخروج من الأزمة، وشد ما لفت نظري روحها المعنوية المرتفعة، وإيمانها الشديد بأن الله يقف معها ولن يخذلها أبداً، وأنها تفكر في العودة للفن بعمل استعراضي ضخم، ولما سألتها عن فوازير رمضان، أكدت أن ما تفكر فيه أكبر كثيرا ولا يقل أهمية عن الفوازير!! وبعد عدة أشهر كانت تستعد لمسرحية شارع محمد علي، التي قلبت إسكندرية رأسا علي عقب، وقيل إنها كانت المسرحية الوحيدة التي تشفط الهواء والجمهور من مسرح عادل إمام، طبعا كنت حريصة مثل غيري علي مشاهدة المسرحية في أيامها الأولي، خوفا من أن يحدث لا قدر الله أي مكروه يعيد شريهان إلي نقطة البداية، وخاصة أنها كانت تبذل يوميا مجهودا خارقا، في أداء الاستعراضات.. كانت شريهان تتحدي نفسها، وتتحدي إصابتها القاتلة، وتتحدي من تعمد إصابتها، وإلحاق الضرر بها.. وكانت المسرحية من أروع ما شهدت من أعمال استعراضية فعلا، وكأن الفتاة قد بعثت من جديد، وتذكرت مقولة يحيي العلمي مرة أخري: (البنت دي صعب قوي تلاقي حاجة تفرحها)، ولكنها بالتأكيد كانت تشعر بالفرحة كل ليلة بعد انتهاء عرض المسرحية ووقوفها لتحية الجماهير، التي جاءت تدعمها وتشد من أزرها.
وكان لقائي بها بعد ذلك بسنوات، وكانت قد أصبحت أما للمرة الأولي، وكانت طفلتها أجمل هدية تعوضها عن حرمانها من حضن أمها، التي رحلت بعد صراع قاس مع المرض، وقبل أن تلتقط أنفاسها، فوجئنا بخبر إصابة شريهان بمرض خبيث هاجمها بمنتهي الخسة وترك آثاره علي وجهها، ولكن إيمانها بالله وقوة عزيمتها، كانا بمثابة عامل إنقاذ لروحها التي اعتادت أن تتحمل ضربات القدر المتتالية بكثير من الصبر والإيمان، ولم نعد نسمع عن شريهان، سوي أخبار إجرائها لجراحات دقيقة، لتخلصها من زحف المرض ومن آثاره، وكانت الشائعات تحاصر شريهان، وتؤكد أنها لن تستطيع بعد الآن أن تواجه الكاميرا، واستسلم البعض لهذا الاعتقاد، وكعادتها لم تلجأ للرد علي الشائعات، ولكنها التزمت الصمت، وتم تجميد مشروع مسلسلها رابعة العدوية إلي أجل غير مسمي، وظن الجميع أنها استسلمت إلي حالة الركود واليأس ولم يعد في جعبتها ما يثير أحدا لمتابعة أخبارها!
ولكن شريهان التي اعتادت أن تبهر جمهورها باستعراضاتها، الراقصة وأزيائها الفاخرة وجمالها الأخاذ، عادت للأضواء مجدداً، ولكن لتثير إعجابنا بها هذه المرة بشكل مختلف تماما، فقد كانت مع من خرجوا في الموجة الأولي من ثورة يناير، وانحازت إلي الحق وساندت الثوار في المطالبة بالحرية لكل مواطن مصري، وذلك في عز جبروت النظام السابق >نظام مبارك< لم تهادن ولم تنافق، بينما وقف غيرها مع الباطل وخرجوا في مظاهرات هزيلة تندد بالثوار وتستبيح أعراضهم وكبرياءهم، فنالوا احتقار الجماهير، التي أنزلتهم من علياء إلي سابع أرض، ولم تكن شريهان تسعي إلي مجد أو شهرة فلديها منهما ما يكفي أجيالا، وما يدل علي صدقها في تأييد الثورة، أنها لم تتراجع بعد ماحدث من ارتباك في مسيرة الثورة، والهجوم عليها، وخاصة في فترة حكم المجلس العسكري، ولم تتراجع أيضا بعد أن اختطف الإخوان المتأسلمون حكم البلاد، ولم تهادن أو تغلق أبواب بيتها عليها طلبا للأمان، بل خرجت مع من خرجوا، بل كانت في مقدمة الصفوف التي وصلت إلي ميدان التحرير، وبدت أكثر سعادة وإشراقا مما كانت عليه في سنوات عملها الفني، سيدة مصرية مثقفة وجميلة، تحمل بين ضلوعها قلبا أحب بلاده، وأقسم علي التضحية بكل نفيس وغال حتي تسترد كرامتها وكبرياءها.. وربما إذا حدث هذا تكون تلك السعادة التي تنتظرها شريهان وتستحقها فعلا!!
شريهان لم تحضر يوم الثلاثاء فقط، ولكنها حضرت الجمعة التي تلتها، كما حرصت علي التواجد من قبل في كل المسيرات والمظاهرات التي تؤيد الثورة! وكانت دائما تستقبل بالترحيب والاحترام من الجميع، بخلاف هؤلاء اللائي قام أهل الميدان بطردهن شر طردة، لأنهن لا ينتمين فقط إلي زمن فاسد قاموا بتأييده بغباء وانتهازية، ولكن لأنهن لم يكتفين بذلك بل قمن بمهاجمة الثوار والتشكيك في نواياهم أيضا.. لقد فرق الثوار الذين تقدر أعدادهم بالملايين بين الزائف والحقيقي! وكانت شريهان بين الأشياء الحقيقية الجميلة التي يمكن أن تلتقي بها في الميدان!
ربما في زحمة الأحداث تنسي أن تحتفل بعيد ميلادها، ولكن جمهورها وعشاقها من الصغار والكبار لا يمكن أن يغفلوا الاحتفاء بها في 6 ديسمير الذي يوافق يوم مولدها!
شريهان حكاية مثيرة.. فصولها مستمرة، يمكن أن تعطي الحكاية عنوانا مؤقتا هو الصبر والإيمان!!
التقيتها أول مرة كانت في بداية حياتها الفنية، وكنت في بدايه عهدي بكتابة السيناريو، وكنت قد قدمت لأفلام التليفزيون فيلما بعنوان المليونيرة الحافية، عن قصة قصيرة لمجدي الإبياري، وكان من المفروض أن يقوم المخرج الراحل فهمي عبدالحميد بإخراج الفيلم علي أن يلعب البطولة صلاح ذوالفقار هدي رمزي وكان البحث جاريا عن وجه جديد يشارك شيرهان بطولة الفيلم الذي تدور أحداثه حول فتاة جميلة ضمن عصابة لسرقة المجوهرات، تختفي من مطاردة الشرطة في منزل رجل فاضل يستقبلها باعتبارها ابنة شقيقه، ويحدث وجودها ارتباكا في حياة الأسرة، ولكنها تتأثر بهذا الجو العائلي، وتقرر أن تسلم للشرطة المجرهرات التي سرقتها وأخفتها في منزل الأسرة التي استضافتها، ولكن مشروع الفيلم لم يكتمل، نظرا لانشغال شريهان بعمل برنامج استعراضي من تأليف نبيل غلام يجمع بين الاستعراض والفقرات الفكاهية، لحساب إحدي شركات الإنتاج الخليجية، بينما ذهبت بطولة فيلم المليونيرة الحافية إلي الفنانة الراحلة هالة فؤاد!
أما اللقاء الثاني بيننا فكان أثناء تصويرها لفيلم >مدام شلاطة< للمخرج يحيي العلمي، كنت أقوم بزيارة صحفية لموقع التصوير، وجلست لبعض الوقت مع المخرج نتحدث عن موضوع الفيلم، وعن بطلته النجمة الشابة التي كانت حديثا للمدينة بعد نجاحها المبهر في عمل فوازير رمضان للمرة الأولي خلفا للفنانة الاستعراضية نيللي، وكان العلمي يفكر مع فريق العمل في مفاجأة شريهان بالاحتفال بعيد ميلادها في موقع الدستور، ثم فجأة وجدته يضحك وهو يقول: مش عارف اختار هدية لشريهان.. قعدت أفكر في حاجة ممكن تبهرها أو تفرحها وجدت أن أي حاجة حا تبقي بلامعني، فلديها مئات من زجاجات العطور غالية الثمن، والملابس الفاخرة، والمجوهرات والسيارات، الواحد ممكن يجيبلها إيه ؟؟ مش عارف.. ثم استطرد في الحديث قائلا بنغمه مختلفة: والله البنت دي صعبانة عليا قوي.. وأدهشني قوله.. وتساءلت.. شريهان صعبانة عليك؟؟ ليه بقي.. دي ما شاء الله جميلة وشابة ومشهورة وغنية وناجحة، يعني تقريبا عندها كل حاجة.. فقال مثل الحكماء: ماهو عشان عندها كل حاجة؟؟ واحدة زيها إيه اللي ممكن يفرح قلبها ؟؟ كل واحد فينا عنده حاجة ناقصاه في حياته وبيحاول يعوضها، أو بيسعي للحصول علي شيء ما، قد يكون النجاح أو الثروة أو الشهرة، لكن أن يحصل الإنسان علي كل شيء وهو لايزال في مقتبل حياته، لهو امتحان شديد القسوة!
وفعلا ظلت مقولة يحيي العلمي.. تطن في أذني بعد ذلك، وتذكرتها بقوة بعد أن تعرضت للحادث الشهير الذي أقعدها عن الحركة، وانتشرت شائعات أنها أصيبت بعجز تام، ولن تستطيع حتي أن تسير علي قدميها عدة أمتار! ساعتها قلت لنفسي أكيد أن أكثر ما يمكن أن يفرح قلب شريهان في هذه اللحظة أن تسترد قدرتها علي الحركة، أنها تستحق دعاء ملايين من أسعدتهم بفنونها، وطالت فترة العلاج وملأت الصحف أخبار العمليات الجراحية التي خضعت لها الواحدة بعد الأخري، وحدث أن قابلتها في مهرجان الإسكندرية وكانت ترتدي قميصا طبيا خاصا، ولكنها كانت تتحرك بشكل أقرب للطبيعي، ودار الحوار بيننا عن خطتها للخروج من الأزمة، وشد ما لفت نظري روحها المعنوية المرتفعة، وإيمانها الشديد بأن الله يقف معها ولن يخذلها أبداً، وأنها تفكر في العودة للفن بعمل استعراضي ضخم، ولما سألتها عن فوازير رمضان، أكدت أن ما تفكر فيه أكبر كثيرا ولا يقل أهمية عن الفوازير!! وبعد عدة أشهر كانت تستعد لمسرحية شارع محمد علي، التي قلبت إسكندرية رأسا علي عقب، وقيل إنها كانت المسرحية الوحيدة التي تشفط الهواء والجمهور من مسرح عادل إمام، طبعا كنت حريصة مثل غيري علي مشاهدة المسرحية في أيامها الأولي، خوفا من أن يحدث لا قدر الله أي مكروه يعيد شريهان إلي نقطة البداية، وخاصة أنها كانت تبذل يوميا مجهودا خارقا، في أداء الاستعراضات.. كانت شريهان تتحدي نفسها، وتتحدي إصابتها القاتلة، وتتحدي من تعمد إصابتها، وإلحاق الضرر بها.. وكانت المسرحية من أروع ما شهدت من أعمال استعراضية فعلا، وكأن الفتاة قد بعثت من جديد، وتذكرت مقولة يحيي العلمي مرة أخري: (البنت دي صعب قوي تلاقي حاجة تفرحها)، ولكنها بالتأكيد كانت تشعر بالفرحة كل ليلة بعد انتهاء عرض المسرحية ووقوفها لتحية الجماهير، التي جاءت تدعمها وتشد من أزرها.
وكان لقائي بها بعد ذلك بسنوات، وكانت قد أصبحت أما للمرة الأولي، وكانت طفلتها أجمل هدية تعوضها عن حرمانها من حضن أمها، التي رحلت بعد صراع قاس مع المرض، وقبل أن تلتقط أنفاسها، فوجئنا بخبر إصابة شريهان بمرض خبيث هاجمها بمنتهي الخسة وترك آثاره علي وجهها، ولكن إيمانها بالله وقوة عزيمتها، كانا بمثابة عامل إنقاذ لروحها التي اعتادت أن تتحمل ضربات القدر المتتالية بكثير من الصبر والإيمان، ولم نعد نسمع عن شريهان، سوي أخبار إجرائها لجراحات دقيقة، لتخلصها من زحف المرض ومن آثاره، وكانت الشائعات تحاصر شريهان، وتؤكد أنها لن تستطيع بعد الآن أن تواجه الكاميرا، واستسلم البعض لهذا الاعتقاد، وكعادتها لم تلجأ للرد علي الشائعات، ولكنها التزمت الصمت، وتم تجميد مشروع مسلسلها رابعة العدوية إلي أجل غير مسمي، وظن الجميع أنها استسلمت إلي حالة الركود واليأس ولم يعد في جعبتها ما يثير أحدا لمتابعة أخبارها!
ولكن شريهان التي اعتادت أن تبهر جمهورها باستعراضاتها، الراقصة وأزيائها الفاخرة وجمالها الأخاذ، عادت للأضواء مجدداً، ولكن لتثير إعجابنا بها هذه المرة بشكل مختلف تماما، فقد كانت مع من خرجوا في الموجة الأولي من ثورة يناير، وانحازت إلي الحق وساندت الثوار في المطالبة بالحرية لكل مواطن مصري، وذلك في عز جبروت النظام السابق >نظام مبارك< لم تهادن ولم تنافق، بينما وقف غيرها مع الباطل وخرجوا في مظاهرات هزيلة تندد بالثوار وتستبيح أعراضهم وكبرياءهم، فنالوا احتقار الجماهير، التي أنزلتهم من علياء إلي سابع أرض، ولم تكن شريهان تسعي إلي مجد أو شهرة فلديها منهما ما يكفي أجيالا، وما يدل علي صدقها في تأييد الثورة، أنها لم تتراجع بعد ماحدث من ارتباك في مسيرة الثورة، والهجوم عليها، وخاصة في فترة حكم المجلس العسكري، ولم تتراجع أيضا بعد أن اختطف الإخوان المتأسلمون حكم البلاد، ولم تهادن أو تغلق أبواب بيتها عليها طلبا للأمان، بل خرجت مع من خرجوا، بل كانت في مقدمة الصفوف التي وصلت إلي ميدان التحرير، وبدت أكثر سعادة وإشراقا مما كانت عليه في سنوات عملها الفني، سيدة مصرية مثقفة وجميلة، تحمل بين ضلوعها قلبا أحب بلاده، وأقسم علي التضحية بكل نفيس وغال حتي تسترد كرامتها وكبرياءها.. وربما إذا حدث هذا تكون تلك السعادة التي تنتظرها شريهان وتستحقها فعلا!!
منقول
www.el-mahrousaonline.com/articleContents.php?articleID=48507&newCategoryID=9&oldCategoryID=15&editionID=111
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق